في هذه المرحلة وحتى كتابة هذه المقالة؛ تعمل الشركات في منتصف الربع الثالث من عام 2020 والربع الثاني خلال جائحة كوفيد-19. اتفق العديد من مؤسسي الشركات والاقتصاديين على أن جائحة كوفيد-19 هي أزمة صحية عالمية أطلقت شرارة ركود اقتصادي عالمي. ويخشى المحللون الاقتصاديون من الكساد الاقتصادي نتيجة الركود طويل الأمد، ويفترضون أن الكساد سيضرب بسبب صدمات العرض والطلب.

ونتيجة لذلك، خلال أزمة كوفيد-19 التي أثرت بشكل أساسي على حياة الناس، بدأ المستهلكون في تحويل احتياجاتهم نحو المنتجات والخدمات التي تلبي الاحتياجات اللحظية، مما أدى إلى تقلبات في العرض والطلب. تحدث صدمة العرض عندما تفتقر المصانع والصناعات إلى الطاقة الإنتاجية الكافية نتيجة للتباعد الاجتماعي وإغلاق الصناعات غير الأساسية. من ناحية أخرى، تحدث صدمة الطلب عندما يكون هناك انخفاض في قدرة المستهلك على شراء السلع والخدمات بسعر معين بسبب زيادة الطلب على منتجات الرعاية الصحية ذات الصلة بالإضافة إلى فقدان الدخل بسبب الإغلاق المؤقت للأعمال في العديد من القطاعات.

في الوقت الحاضر، يمكن تقسيم رؤية الشركات للبقاء إلى إجراءين رئيسيين يجب اتباعهما في أسرع وقت ممكن للتغلب على الركود والكساد القادمين؛ أولهما هو المرونة التنظيمية، حيث يجب على الشركة الجمع بين السرعة والاستقرار في عملياتها لمواكبة السوق المتغيرة بسرعة وبناء استجابة ديناميكية ومبتكرة قائمة على أساس تنظيمي متين. تُعزز المرونة التنظيمية قدرة المؤسسة على فرض خطط مُعدّة مسبقًا، حيث يجب تدريب الموظفين وتزويدهم بالخبرة اللازمة لتطبيق الإجراءات التصحيحية، مما يُقلل من وقت التفكير ثم المبادرة.

من الواضح أن العيش في عام 2020 حيث تقتحم شبكات الجيل الخامس العالم التكنولوجي؛ يجب إعادة تشكيل الشركات إلى أشكال أكثر رقمية وتقدمًا، ويسمى هذا الإجراء الثاني التحول الرقمي حيث أثبت كوفيد-19 أن العمل عبر الإنترنت ليس مشكلة قد تؤثر على فعالية الأعمال في قطاعات مختلفة كما أنه ولّد أنواعًا جديدة من الخدمات التي قللت من تكلفة الإنتاج والإيجار ووقت النقل والمال وأدت إلى طرق تسعير فعالة تنافس في السوق، وللتحول الرقمي وجوه وطرق عديدة ليتم تنفيذه والآن أصبح ضروريًا لأي منظمة لتحقيق البقاء، كمثال على رقمنة المنظمة عندما تقنع الشركة عملائها بشراء منتجاتها وخدماتها باستخدام تطبيقها أو موقعها الإلكتروني، والمثال الآخر هو الإعلان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي حتى تتمكن من الوصول إلى نطاق أكبر وزيادة تنوع العملاء.

باختصار، علمنا جائحة كوفيد-19، سواء كنا منظمات صغيرة أو متوسطة أو كبيرة، أن إدارة أي عمل تجاري في القرن الحادي والعشرين وفي عصر ثورة الإنترنت يجب أن تتبع مسارًا لم تتبعه أي شركات من قبل؛ يمكن للشركة أن تنشئ من الصفر وتسلم السلع والخدمات دون التعامل وجهاً لوجه مع المستهلك الأخير أو المورد، قد يكون من الصعب على بعض المنظمات أن تكون مرنة أو رقمية بسبب نقص الخبرة أو الموارد، ولكن يجب على الشركات أن تتعلم الدروس من المنظمات العملاقة التي أهملت أو حتى تجاهلت الاتجاهات والتغييرات الجديدة وأخرجتها من السوق.